ندرة غير مسبقوقة للأدوية في الجزائر

تشهد الجزائر ندرة غير مسبوقة في الأدوية، بعد أن قفز عددها إلى مستويات عالية ناهزت 460 دواء بين أدوية مفقودة وأخرى تحت الضغط، منها 200 دواء منتج محليا وذلك من أصل  3525 منتج يظهر على القائمة الوطنية الاسمية للمنتجات الصيدلانية التي تضم 3076 منتج موجه للصيدليات و449 منتج موجّه للمؤسسات الاستشفائية.

وبالنسبة للأدوية الخاصّة بالصيدليات، فيتعلق الأمر بـ 758 دواء مستورد و48 منتج معلب في الجزائر و1987 دواء منتج محليا بالإضافة إلى 7 أدوية منتجة في إطار الترخيص.

ورغم تسجيل العديد من الأدوية على مستوى الوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية، إلا أنّه لا أثر لبعضها على أرض الواقع، فمن بين 50 دواء مثلا مسجلا لبعض المخابر لا يسوق فعليا سوى 10 إلى 20 دواء فقط وهو ما يعني غيابه لاحقا عن رفوف الصيدليات وبالتالي معاناة المريض في الحصول على دواءه بعد توقيف استيراده بدعوى أنه منتج محليا، حسب شهادات بعض الصيادلة.

وعرفت أزمة الدواء النادر جدلا وتلاطما بين نقابات الصيادلة ووزارة الصناعة الصيدلانية التي قلّلت من حجم الأزمة واتّهمت النقابات بتأجيج الوضع، غير أنّ النقابة الوطنية للصيادلة الخواص قدّمت دراسة مفصلة بالأرقام عن تطور الأدوية النادرة منذ الثلاثي الرابع للعام 2019 أين بلغت 200 دواء غائب عن الصيدليات وتواصلت الوضعية في التطور لتصل في الثلاثي الأوّل من العام 2020 إلى 220 منتج غائب ومع بداية الوباء استمر الوضع في الارتفاع ليصل في جوان 2020 إلى 250 دواء وبلغ ذروته في أكتوبر الفارط بتسجيل 303 دواء غائب واستمر الوضع في التطور إلى غاية ديسمبر2020.

وتتعلق أكثر الأدوية النادرة بأمراض السرطان وأمراض القلب وكذا السكري والجهاز الهضمي، وانتقل الأمر إلى أبسط الأدوية على غرار باراسيتامول 1غ التي تشهد ضغطا رهيبا في المدّة الأخيرة.

ويؤكد العديد من أعضاء اللّجنة الوطنية لليقظة الدوائية عدم اجتماع اللّجنة منذ عام تقريبا، رغم دورها الهام في تقديم رؤية استشرافية وإنذار وتحذير المسؤولين من وجود أدوية تحت الضغط تتحول لا حقا إلى أدوية مفقودة، إذا لم تتحرك الجهات المعنية ويؤكد الصيادلة أنّهم عيون السلطات في الميدان وأنّ تصريحاتهم بنّاءة وتخدم المصلحة العامة لا أغراض خفيّة منها.

 

Add new comment