الجزائر ستقتني لقاح كورونا بنصف سعره وهذه هي خياراتها

تواجه الجزائر تحديات عديدة  في سبيل اقتناء اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بعد أن أعلنت بعض المخابر تحقيق نتائج فعالة بنسبة تجاوزت 90 بالمائة ومنها مخبر "فايزر وبيونتيك"، وتبني الجزائر خياراتها على أسس علمية تراها سليمة ومنطقية بعيدة عن المجازفة والتسرع.

ويبرز التحدي الأول في أنّ اللقاحات الأكثر أمانا هي المصنعة من فيروسات غير نشيطة وهي غالبا ما تعكف عليه المخابر الصينية في حين أن اللقاحات الأخرى المطورة من قبل فايزر وبيونتيك وجونسون تجرب لأول مرة على البشرية مطورة من بروتينات وحامض نووي وراثي يحمل رسالة أو ما يعرف بالرسالة الوراثية وهو ما لا يمكن التنبؤ بنتائجه وآثاره الجانبية على الأشخاص الملقحين وبالتالي قد يؤدي التسرع في اقتناءه إلى نتائج غير محمودة.

أمّا التحدي الثاني فيتعلق بدرجة حرارة حفظ اللقاح التي يجب أن تكون على الأقل في حدود"70-" درجة وهو ما يطرح تحديات لوجيستيكية في امتلاك التقنيات والعتاد اللازم لتوصيل ونقل تلك الكميات من اللقاح وتوفير شروط تخزينه، خاصة وان المسار يتطلب على الأقل 4 أسابيع لوصول الجرعات، ويؤكد هنا مدير معهد باستور الجزائر فوزي درار أنّ الجزائر بحجم قارة ويختلف مناخها وتتباعد ولاياتها من منطقة لأخرى، لذا فإن اقتناء لقاح من هذا النوع يتطلب تهيئة واستعداد مسبقا وتوفير مرافق وهياكل مجهّزة، وأضاف المتحدث أنّ اللقاحات المطورة في هذا الصنف تحتاج إلى اقتناء حقن اضافية تكلف مبالغ مالية ولا ندري إلى الآن كم جرعة يجب أن يخضع لها المريض وما إذا لم تكن لها آثار خطيرة على مرضى كوفيد19  الذين لم تتأكد إصابتهم بتاريخ التلقيح.  

وتساءل درار فوزي عن آجال اكتساب المناعة واستمرارها في هذا النوع من اللّقاحات، حيث عبر المتحدث أن نتائج مخبر فايزر وغيرها من المخابر تبقى نتائج تمهيدية لا بد من إتباعها بآراء خبراء محايدين، مشيرا إلى أن الجرعات الأولى والتلقيح لن يكون قبل حلول العام 2021 وتستغرق عمليات التلقيح التي ستكون على مراحل عاما على الأقل لكي تشمل كافة الفئآت المعنية بالعملية.  

وبخصوص الأسعار المطبقة للحصول على اللقاح أوضح المصدر ذاته أنّ سياسة الأسعار يصنعها صناع اللقاح غير أن الجزائر ستقتنيه بنصف سعره أي اقل بـ50 بالمائة من خلال عملية الشراء الجماعي في إطار تكتل "كوفاكس" مقارنة مع لو أنها اقتنه مباشرة من المخبر المنتج.

وحسم درار وقبله وزير القطاع بن بوزيد عبد الرحمان قرار الجزائر التي لن تقتني اللقاح إلا إذا تم اعتماده من قبل منظمة الصحة العالمية.

 وتواجه سلطات الجزائر وغيرها من الدول ضغطا كبيرا حيث وجدت نفسها بين المطرقة والسندان وبين أن تقتني اللقاح أو تنتظر إثبات فعاليته ونجاعته وخلوّه من المخاطر، فالسلطات تحت ضغط إعلامي ومجتمعي وضغط كبير للمخابر التي تطالب بتسريع الإجراءات لصالح تطوير اللقاح وذلك ما يكون عادة على حساب بعض المراحل العلمية النظرية والبحثية.

Add new comment